عندما كنتُ طفلا أضعُ أصبعي الإبهام على فمي دونما التفاتة إلى نهي أبي المتكرر عن هذه الفعلة [ العيب ] كما يقول لي وقتها كنتُ في هذه السن أمثل دور الكبار في كثير من الأحيان..
كنت مهووسا بكل ما يفعله الكبار وخصوصا أبي, لدرجة أني كنتُ ألبسُ شماغه و أمضغ جزءا منه كما يفعل هو , وفي حكاية مضغ أبي للشماغ سر خطير لم يستطع أحدٌ الوصولُ إليه ولا أعتقد أن أحدا سيصل إليه..!
كانت لي مع أيام طفولتي حكايات وحكايات منها ما يُصدق ومنها ما لا يُصدق..
الميزة التي كنت عليها ايام طفولتي انني لا أظهر فيها أنني شقيا في حركاتي مثل أقراني الاطفال وقتها, لكن كانت شقاوتي تتمركز في فكري وتفكيري رغم صغري..
من ضمن ذكرياتي التي لا أنْساها ولا أريد أن أنساها وأدعو ربي أن أعيدها واكررها اليوم لأعيد شيئا من ذكرياتِ الماضي هي عندما كنت صاحب الخمس سنوات وكنت ألعب مع ابنة جيراننا صاحبة الأربع سنوات ,وكنا نمثل انا و تلك [ الفرفورة ] الجميلة دور العروس والعريس.!
كنا نجتمع مجموعة من الأطفال في أحد المنازل ثم نختار عريسا وعروسة
وبقية الأطفال يلعبون ويغنون ويصفقون و [ يغطرفون ]
كنا نهيئ مكانا يشبه المسرح وفيه كرسيين واحد للعروس والآخر للعريس
كانت " الفرفورة " تجلس أولا ثم آتي انا من الخارج محاطا بالاطفال
كنا نقلد الكبار تماما من خلال حضورنا لأفراح الأعراس مع امهاتنا وناتي نطبق ذلك في لعبنا ومرحنا ولهونا ..
كانت البراءة عنوان ذلك الفرح وذلك اللهو..
كان الطهر والنقاء والصفاء الميزة الكبرى في سهراتنا..
وللأسف الشديد الشيء الذي لم أفكر فيه في تلك الفترة وأشعر بندم شديد أني لم أفكر فيه..
هو أني لم يخطر في بالي انه من حق العريس وهو يجلس عند عروسته في المسرح..
من حقه ان [ يقبلها ] بضم الياء وتشديد الباء..!
وكلما اتذكر الآن انني لم أفكر في هذه الفعلة [ الشنيعة ] أعضُّ أصابع الندم
على عدم التفكير بها في الماضي , فلذلك أدعو ربي ان تُعاد تلك الأيام حتى اعوّض القبلات التي فاتتني في تلك الأيام..!!
الغريب في الأمر رغم تذكرنا تلك الأيام الجميلة وتذكرنا لتلك البراءة وذلك الطهر وذلك الصفاء الذي افتقدناه عندما [ كبرنا ]
أقول رغم ذلك كله إلا اننا ننزعج كثيرا عندما يصفنا أحدهم بالطفولة وكاّن الطفولة عار أيما عار لا تقبل النفس ان تلتصق به رغم ماللطفولة من معاني جميلة وذكريات كلنا نتمنى أن يعود الزمن لكي ترجع تلك الذكريات وتلك الاطلال..
ولا اعلم لماذا ينزعج احدنا ويشعر بالإهانة إذا قيل له تفكيرك تفكير طفل.!
ألم يعلموا أن الأطفال أكثر براءة وطهر ونقاء من كثيرٍ من الكبار..؟!!
ليتهم يعلمون ذلك لو كانوا لا يعلمون.!
* ومضة :
عندما تمارس أسلوبك وتلقائيتك وطبيعتك في لعبةٍ مباحة , وأمام مرأى ومشاهدة من الجميع فهل هذا يعني ...... ..؟!!
أترك الإجابة لصاحب البريد ..!!
لا أعلم كيف يفكر بعضهم ..!!
سأضل أغني للحياة طالما أنني أستطيع ذلك ..
سأضل ألعب طالما أقدر على ذلك ..
سأضل أضحك وألهو في حدود المباح طالما أجيدُ ذلك ..
وكل ذلك بفضلٍ ومنة من الله عز وجل وحده دون سواه ..
تقبلوا جميعا نبض قلمي الحر
’
’
’
محمود العراقي ساندوكـــــــــــــــــــان
موضوع: تفكيري تفكير طفل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 
الأربعاء أكتوبر 21, 2009 5:03 pm
